تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

نموذج مبادئ توجيهية لعمل أجسام مراجعة أخلاق البحث العلمي
 

تحوي هذه الوثيقة على أبرز العناصر الضروري أخذها بعين الاعتبار من أجل مأسسة عملية المراجعة الأخلاقية في المؤسسات  التي تحتاج إلى ذلك. يشار إلى أن بالإمكان فصل الجوانب المتعلقة بالبنية المؤسسية وتلك المتعلقة بشروط المراجعة في وثيقتين مختلفتين، ولكن ما نعرضه هنا هو أهم القضايا التي يجب الالتفات لها عند الشروع في مأسسة عملية مراجعة أخلاق البحث العلمي في أي مؤسسة. وبطبيعة الحال، فإن من المتوقع أن تتطلب طبيعة المؤسسة وتقاليدها وبنيتها تغيير بعض الأمور، وإضافة بعض العناصر وما إلى ذلك، ولكن هدف إنشاء هذا النموذج هو تسهيل مأسسة عملية مراجعة أخلاق البحث العلمي في المؤسسات العربية التي تشتغل في إنتاج المعرفة.

تعريفات

  • البحث: أي نشاط يهدف إلى إنتاج المعرفة أو تطويرها.
  • جسم مراجعة أخلاق البحث العلمي: الجسم  الذي تعيّنه الجهة صاحبة الصلاحية في المؤسسة وتمنحه صلاحية مراجعة الأبحاث التي تعمل عليها المؤسسة من حيث التزامها بمبادئ أخلاق البحث العلمي إما بشكل مباشر، أومن خلال الإشراف على عمليات المراجعة التي تتم في أجسام أخرى (فرعية) تخضع كلها لنفس المبادئ. ويمكن أن يكلف الجسم باقتراح التعديلات والإضافات على المبادئ التوجيهية التي من شأنها أن تضمن الالتزام بمبادئ أخلاق البحث العلمي على مستوى المؤسسة.
  • الموافقة المطلعة: هي الموافقة التي يحصل عليها الباحث / فريق البحث من المدعوين إلى المشاركة في البحث من غير الباحثين بعد إطلاعهم على الحقائق المرتبطة بالبحث من مثل أهداف البحث، والنتائج المتوخاة، والمخاطر التي قد ينطوي عليها، والفوائد المرجوة، وتبعات عملية المشاركة، وأسباب اختيار المشارك/ة، وإمكانية عدم المشاركة في البحث أو الانسحاب من المشاركة في البحث في أي مرحلة.
  • مبادئ أخلاق البحث العلمي: هي مجموعة المبادئ التي يمكن صوغها نتيجة قناعة المشتغلين بالبحث العلمي بأن عملهم البحثي يجب أن يخدم صالح المجتمع والبشرية، وأن لا يسبب أذى أو ضرراً، وأن يسهم في رفاه البشر واستدامة الجنس البشري، وأن يلتزم بمبادئ الحرية والمساواة والعدالة، وأن يصون كرامة  المشاركين في البحث كافة.

المبادئ التوجيهية العامة

  1.  إن دور جسم مراجعة أخلاق البحث العلمي هو مراجعة الخطوات وإقرار مقترحات الأبحاث التي تتضمن مشاركين من البشر، والتي تتطلب الجمع أو التحليل المنهجي للبيانات في الأبحاث التي يشارك فيها البشر في الإجابة على المسوح، أو الملاحظة، أو التدخل، أو أي طريقة أخرى من طرق البحث في العلوم الطبية، أو الحيوية، أو السلوكية، أو الاجتماعية، أو الطبيعية أو أية حقول أخرى، وكذلك مراجعة وإقرار أية مشاريع بحث تنطوي على تأثير سلبي محتمل على المجتمع.
  2.  يتولى جسم مراجعة أخلاق البحث العلمي بشكل خاص مراجعة الأبحاث التي تتطلب القيام بإجراءات قد تنطوي على تأثير سلبي محتمل (مباشر أو غير مباشر) على صحة وسلامة الأشخاص، أو له مضاعفات صحية، أو له تأثير سلبي على رفاههم الاقتصادي (ممكن أن يسبب لهم خسائر مادية)، أو يؤثر بشكل سلبي على سمعة الأشخاص في محيطهم الاجتماعي، ويشمل ذلك:
  • لأبحاث التي تشمل تدخّل مباشر فيزيائي أو فسيولوجي في جسم الإنسان من مثل سحب دم بشري، وأخذ خزعة، وسحب سوائل من الجسم، وتعريضه للأشعة السينية.
  • الأبحاث التي تشمل تجارب سيكولوجية، أو اجتماعية، وتلك التي تشمل الانخراط في الجماعات المبحوثة.
  • الأبحاث التي يشارك فيها أشخاص غير متمتعين بالأهلية القانونية (خاصة الأطفال).
  • الأبحاث التي تتضمن أي تدابير من شأنها أن تؤدي إلى التعرف على هوية المشارك/ين في البحث بأي طريقة وبصرف النظر عن مستوى احتمال حدوث ذلك.
  • الأبحاث التي تهدف إلى التأثير على السياسات، أو التشريع، أو أي مجال يتضمن خطر الترويج لمصالح جزئية أو حزبية.

     3.   لا تحتاج إلى العرض على لجان مراجعة أخلاق البحث العلمي تلك الأبحاث التي تتضمن استخدام و/أو تحليل البيانات التي جمعت بشكل مستقل، والمتوفرة في الحيز العام، مثل بيانات أجهزة الإحصاء الوطنية، أو أي بيانات من  هذا القبيل تم جمعها من قبل مؤسسات أخرى أو باحثين آخرين لأغراض مستقلة عن مشروع البحث المزمع، وكذلك الأبحاث التي تتطلب قراءة النصوص وتحليل محتواها، إذا كانت البيانات والنصوص متوفرة بدون قيود، وفي حال غياب أي معطيات يمكن أن ينشأ عنها ما يناقض مبادئ أخلاق البحث العلمي المقرة في المؤسسة.
    4.   رغم أن المسؤولية الأساسية في تحديد الحاجة إلى المراجعة الأخلاقية تقع على الباحثين، يتوجب على الجهات المخولة بالموافقة على الأبحاث التأكد من الحاجة إلى إجراء مراجعة مستقلة (من قبل جسم مراجعة أخلاق البحث العلمي) لأخلاق البحث لكل مشاريع الأبحاث التي تناقشها.
   5.  في المؤسسات التعليمية، تقوم الدوائر الأكاديمية بإدماج موضوع أخلاق البحث العلمي في المساقات التي تناقش مناهج البحث، ومساقات حلقات البحث، والمساقات التي تشمل عمل ميداني، وأية مساقات أخرى تشمل مكونا بحثيا مركزيا في بنيتها.

الرسالة والأهداف الخاصة لجسم مراجعة أخلاق البحث العلمي (معايير المراجعة)

1.  صون كرامة وحقوق وسلامة وصالح كافة البشر المشاركين والمجتمع بأسره، وذلك بضمان الالتزام بالمبادئ التالية:

  • عدم إلحاق الأذى (بالأفراد، والمجتمعات المحلية والمجتمع ككل). وهذا يتضمن أمان، وصحة ورفاه الأشخاص، والجمهور والمجتمع بأسره.
  • حفظ كرامة المشاركين. وهذا يتطلب احترام حقوق المشاركين واستقلاليتهم (بما في ذلك احترام وجهات نظر، وخيارات وقيم الفرد/العائلة)، وتحديداً ضمان عدم معاملة أو استخدام البشر "كأدوات بحثية" بأي شكل أو طريقة كانت، وأن البشر وصالحهم العام وحريتهم هو الهدف الأسمى للأبحاث كافة. 
  • معاملة كافة الأشخاص بإنصاف، بصرف النظر عن أية عوامل مثل الجنس، أو العرق، أو الإعاقة، أو السن، أو المعتقد، وضمان الابتعاد عن أي تحيّز.
  • الاعتناء بصالح المشاركين في العملية البحثية كافة. 
  • ضمان السرية للمشاركين والبيانات التي يمكن أن تؤدي إلى الإخلال بخصوصيتهم، وأمانهم.

2.    التأكد من الحصول على الموافقة المطلعة (الشفهية أو الخطية حسب السياق)، بما في ذلك:

  • ‌احترام حق الأفراد برفض المشاركة أو الانسحاب في مراحل لاحقة من العملية البحثية بدون إبداء الأسباب.
  • الحصول على الموافقة المطلعة بالنيابة عن كل من لا يتمتع بالأهلية القانونية (مثل الأطفال، وذوي الإعاقات النفسية، ومرضى الزهايمر)، من الجهة المخولة بالولاية عليهم، ويراعى في ذلك الحفاظ على كرامة المشاركين في كل الأحوال. 
  • تزويد المشاركين بالمعلومات الكاملة وذات الصلة، بما فيها المنافع التي يؤمل بها والمخاطر التي قد تنجم عن المشاركة في البحث.

3.    التأكد من أن البحث يهدف إلى أكبر قدر ممكن من الإنصاف وإلى منفعة المجموعات المهمّشة عندما يكون ذلك ذا صلة.
4.    إجراء مراجعات مستقلة (عن الباحث/ة/ين)، ومطّلعة، ومتحسسة للواقع، وذات أهمية، ومستندة إلى الخبرة، للمقترحات البحثية قبل تنفيذها
5.    الالتزام بمبادئ أخلاق البحث العلمي خلال عملية التنفيذ.
6.    تنظيم العملية البحثية بحيث يتمكن المشاركون في البحث من الاطلاع على نتائج البحث القابلة للنشر عند انتهائه.

مهام جسم مراجعة أخلاق البحث العلمي

1.    إجراء تقييم لمدى التزام البحث بمبادئ أخلاق البحث العلمي من حيث عدم هدر موارد المجتمع عند تكرار أبحاث سبق وأنجزها آخرون، والالتفات إلى حاجة المجتمع (المحلي والعالمي)، مع الحفاظ على وزن كافي لاستقلالية الباحث/ة.
2.    التقصي عن مقبولية تصميم وأدوات البحث من منظور أخلاق البحث العلمي.
3.    مراجعة مدى ملاءمة مرفق البحث (خاصة في حالات البحث العيادي أو المخبري أو ما شابه) حين يكون ذلك ذا صلة.
4.    تحديد المخاطر والمنافع التي تعود على المشاركين، والتأكد من أن الفوائد المتوقعة من البحث تبرر المخاطر التي ينطوي عليها.
5.    التأكد من الحصول على الموافقة المطلعة من جميع المشاركين.
6.    التحقق من ملاءمة الإجراءات الخاصة بحماية سرية البيانات.
7.    الحصول على تعهد من الباحث/ين الرئيسي/ين وفريقه/هم بأن يجري البحث بما ينسجم مع مبادئ أخلاق البحث العلمي والضوابط التي يحددها جسم مراجعة أخلاق البحث العلمي، وعدم الاكتفاء بالموافقة الشفهية في الحالات التي تشمل التدخل في جسم الإنسان (مثل التدخل الجراحي، وسحب السوائل أو الأنسجة الحيوية، والتصوير بالأشعة، وما شابه)
8.    صون استقلال الباحثين، واحترام خياراتهم.

عملية المراجعة

أ‌. دور الباحث

  • يقدم الباحث (الرئيسي في حالة قيام فريق بالبحث) مقترح البحث إلى جسم مراجعة أخلاق البحث العلمي، ويجب أن يحوي المقترح على فقرة بعنوان "اعتبارات أخلاق البحث العلمي"، يحدد فيها الباحث/ون مدى التزام بحثه/م بمعايير المراجعة، والخطوات المتخذة في سبيل درء أي خطر ممكن. كما يجب أن يحتوي المقترح على العناصر المعروفة للمقترحات مثل سؤال البحث، وأهميته، ومراجعة للأدبيات ذات العلاقة، ومنهجية مفصلة.
  • يزود الباحث جسم مراجعة أخلاق البحث العلمي بمقترح بحثي كامل متضمن قدراً كافياً من التفاصيل قبل البدء بالبحث بوقت كاف للمراجعة (وفقا للجدول الزمني الذي تحدده أنظمة المؤسسة وتعليماتها).
  •  يقوم الباحث بتقديم أية تفاصيل إضافية والإجابة على أية تساؤلات يطلبها جسم مراجعة أخلاق البحث العلمي.
  • يمكن استثناءَ، في حال وجود مبرر يوافق عليه جسم مراجعة أخلاق البحث العلمي، تقديم مقترحات بحثية للتمويل قبل إجراء المراجعة الأخلاقية (إذا اعتبر الباحث/ون ذلك ضرورياً)، ويجب إجراء مراجعة أخلاق البحث العلمي بمجرد ضمان توفر التمويل، إذا كان ذلك يسهل حشد الموارد للبحث، ويجنّب حدوث تأخير، على أن يشمل المقترح المقدم لأغراض التمويل على إشارة إلى ضرورة خضوع البحث للمراجعة الأخلاقية قبل المباشرة بتنفيذه.

ب‌. دور لجان المراجعة

  • يجب بذل كل جهد ممكن من أجل إتمام عملية المراجعة خلال مدة زمنية محددة يعلنها جسم مراجعة أخلاق البحث العلمي، وفي حال تعذر ذلك لأي سبب كان، يتم إعلام المتقدم/ين خطيا بالأسباب الموجبة للتأخير وبالموعد المتوقع لانتهاء المراجعة بحيث لا تؤدي عملية مراجعة أخلاق البحث العلمي إلى إعاقة العملية البحثية.
  • يقوم أعضاء جسم مراجعة أخلاق البحث العلمي بمراجعة المقترح البحثي، بما في ذلك كتابة الملاحظات على الوثيقة، وتلخيص وجهة نظرهم في وثيقة أخرى، والاجتماع ومناقشة القضايا فيما بينهم بغية التوصل إلى قرار.
  • يمكن لجسم مراجعة أخلاق البحث العلمي قبول مقترح البحث بالإجماع دون أي تعديل (بشكل اختياري)؛ ويمكن إعطاء الموافقة المشروطة بتعديلات بسيطة أو جوهرية.
  • يمكن لجسم مراجعة أخلاق البحث العلمي أن يدعو الباحث قبل قبول المقترح بهدف الحصول على المزيد من التفاصيل والإيضاحات حول مسائل معينة.
  • يتم تزويد المتقدمين بالمقترحات البحثية بقرار جسم مراجعة أخلاق البحث العلمي خطياً، بما في ذلك أي تعليقات متصلة عند اللزوم.
  • يقوم جسم مراجعة أخلاق البحث العلمي بإطلاع الوحدات التي صدر عنها المقترح البحثي أصلاً على قراره ومطالعاته بشكل متزامن مع إعلام الباحث/ين بقراره النهائي. ويمكن تأجيل ذلك بطلب من الباحث/ين إلى موعد أقصاه صدور الموافقة على تمويله في حال وجود تمويل، وتبعاً للمبادئ التوجيهية الواردة أعلاه.
  • تودع نسخ من القرارات بشأن مراجعة أخلاق البحث العلمي في مركز إيداع مخصص لهذا الغرض.
  • تهتم لجان المراجعة بالتثقيف الذاتي وتثقيف أعضاء المؤسسة حول أهمية أخلاق البحث العلمي، وتعميم تجاربها ومعارفها.

ت‌. استئناف قرارات جسم مراجعة أخلاق البحث العلمي

يحق للمتقدم/ين استئناف القرار المتعلق بمراجعة أخلاق البحث العلمي الذي اتخذه جسم مراجعة أخلاق البحث العلمي إلى جهة مخولة وفق نظام المؤسسة (هي غالبا نفس الجهة المخولة بتعيين جسم مراجعة أخلاق البحث العلمي) شريطة وجود مبررات واضحة لذلك، وللجهة المخولة أن تطلب من جسم مراجعة أخلاق البحث العلمي إعادة بحث المقترح.

تشكيل جسم مراجعة أخلاق البحث العلمي

  • يتم تعيين جسم مراجعة أخلاق البحث العلمي من قبل جهة مخولة بحيث يكون جسم مراجعة أخلاق البحث العلمي غير خاضع لأية تبعية إدارية (وكأنه جهة قضائية).
  • يجب أن يتم اختيار أعضاء جسم مراجعة أخلاق البحث العلمي مع أخذ التأهيل والخبرة والقناعة بأهمية أخلاق البحث العلمي بعين الاعتبار.