تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

عن البوابة

 

تسعى هذه البوابة التعلّمية الإلكترونية التفاعلية متداخلة الحقول إلى المساهمة في سدّ الحاجة الناجمة عن الاهتمام المتزايد بأخلاق البحث العلمي لدى الباحثين والباحثات في العالم العربي. تتبنى البوابة مقاربة تفْصل أخلاق البحث العلمي عن القواعد السلوكية للباحثين، التي تعرف عادة بقواعد النزاهة العلمية وتعالج قضايا تتعلق بخيانة الأمانة مثل الانتحال، والتزوير، وما شابه. السبب الرئيس لهذا الفصل، هو أن قضايا النزاهة تخضع لقواعد وضعية مستقلة عن إرادة الباحث/ة، ومعالجتها تتطلب أحيانا اتخاذ إجراءات ذات طابع قسري (عقوبات). أما الأخلاق، بما في ذلك أخلاق البحث العملي، فهي تنبع من قناعات الباحثين، ومن التزامهم الضميري بمبادئ وقيم تنزع بهم إلى تحقيق خير المجتمع، فالوازع الأخلاقي هو ذلك الذي يُحيل، طوعا، الخيار واجباَ. إضافة إلى ذلك، فإن العبء الأكبر في التفكير بقضايا أخلاق البحث العلمي يقع في مرحلة تصميم البحث، رغم أن اعتبارات الأخلاق تبقى ضرورية في جميع مراحل البحث، ومرحلة ما بعد البحث. أما قضايا النزاهة، فيرتبط جلها بالتعامل مع نتائج البحث والتنفيذ الأمين لخطته.

طرأت تغيرات ملحوظة على الحياة الأكاديمية في العالم العربي خلال العقود الماضية. ورغم ازدياد عدد المؤسسات الأكاديمية وإنتاجها العلمي، إلا أن الاهتمام بأخلاق البحث العلمي لم يواكب اطّراد الإنتاج المعرفي، بل إن مأسسة عملية المراجعة الأخلاقية للبحث العلمي بقيت ضعيفة نسبيا. كما يسود التعامل الشكلي مع أخلاق البحث العلمي، في ظل غياب للفهم العميق لها، ما يؤدي إلى التعامل مع المنظومة الأخلاقية الخاصة بالبحث العلمي وكأنّها مدونة سلوك؛ ما من شأنه أن يشكل عائقا أمام استبطانها من قبل الباحثين والباحثات. لذلك، توفّر البوابة التعلّمية عرضاً وشرحاً للمبادئ الأساسية لأخلاق البحث العلمي، ومجموعة من القواعد المنبثقة عنها، كما تحوي نصوصاً وحالات تعلّمية، بهدف تدعيم وترسيخ فهم القواعد، وسعيا إلى بلورة قناعات راسخة لدى الباحثين بضرورة رؤية مهمتهم العلمية واجبا أخلاقيا عليهم إزاء المجتمع.

صممت هذه البوابة بحيث تلامس احتياجات الباحثين والباحثات في العالم العربي، من خلال عرض وشرح مبادئ أخلاق البحث الدارجة في الأدبيات العالمية، كما عرضت لها مجموعة الوثائق التي اكتسبت مكانة عالمية ابتداء بمبادئ نيورمبرغ (1947)، ومواءمتها مع السياق العربي، بالإضافة إلى توظيف الحالات التعلّمية التي تحاكي قضايا مختلفة ذات علاقة بالسياقات العربية. كما تسعى هذه البوابة إلى خدمة ارتقاء الإنتاج العلمي في العالم العربي، من خلال ترسيخ وتعزيز المكون الأخلاقي ضمن الاعتبارات العلمية، لتوسيع آفاق البحث، وضمان فائدة المجتمعات من الجهود العلمية للباحثات والباحثين في العالم العربي، بما يفضي في نهاية المطاف إلى صون كرامة الشعوب.

علاوة على ذلك، اهتمت البوابة بمراعاة تنوع احتياجات الباحثين والباحثات المرتبطة بحقولهم المعرفية، والمنهجيات التي يستخدمون، ودوافعهم، للتعرف على أخلاق البحث العلمي. أولت هذه البوابة أهمية خاصة لعرض سيناريوهات وقضايا تواجه الباحثين والباحثات في السياق العربي، تأخذ تنوع وتداخل الحقول والأدوات البحثية المستخدمة بعين الاعتبار. وبغرض خدمة الاحتياجات المختلفة، تخصص البوابة مسارات مختلفة تلائم الاحتياجات المتنوعة.

تستخدم البوابة مصطلحات عربية أو معربة أو مترجمة حسب الحال، وكونه لا توجد أنماط محددة وراسخة للترجمة والتعريب، فقد وضعنا قائمة بأبرز المصطلحات مع مرادفها باللغة الإنجليزية. وقد تخلينا عن بعض المصطلحات التي درجت باللغة العربية، لقناعتنا بأنها لا تشير بدقة إلى المراد، فاستخدمنا مصطلح "أخلاق" وليس "أخلاقيات"، كون الثانية لا تحمل معنى محدد أو واضح، ولأنها توحي بأن الحديث يدور عن "مدونة سلوك" مضافة، فيما أن أخلاق البحث العلمي ليست مكافئة لأخلاقيات مهنة الباحث/ة.

رغم وجود آراء بجواز استخدام المذكر في النصوص للإشارة إلى الجنسين، وميل الكتاب (والقراء) في الغالب إلى نصوص بدون الصيغ المركبة التي تسمح بقراءة النص بطريقتين موجهتين إلى "القارئ/ة"؛ آثرنا أن نناصف التذكير والتأنيث في البوابة. لذلك هناك ثلاث وحدات تخاطب المؤنث (الوحدات الأولى والثالثة والسادسة)، وثلاث تخاطب المذكر (الوحدات الثانية والخامسة والسابعة)، ووحدة تخاطب المذكر والمؤنث بالتوالي في كل قسم من أقسامها (الوحدة الرابعة). والرسالة من ذلك هي المساواة!

يشار إلى أن فريق العمل على البوابة استفاد من نماذج عديدة لأدوات مخصصة لتعلّم أخلاق البحث العلمي، من أبرزها "التدريب الخاص بأخلاق البحث العلمي لدى المعهد الوطني الأمريكي للصحة" (NIH)، والمساق الخاص بأخلاق البحث العلمي الذي يشمل مشاركين من البشر لدى المجلس الثلاثي الكندي (TCPS2). وبطبيعة الحال، اطّلع فريق البحث على الكثير من الأدبيات حول المقاربات المختلفة لأخلاق البحث العلمي، وأولى اهتماما خاصا بالأدبيات التي تسعى إلى إنتاج معرفة تحررية بعيداً عن المركزية الأوروبية، وتولي عناية بسياقات دول الجنوب.

هذا وقد تم إنجاز المرحلة الأولى من البوابة خلال السنوات 2020-2022، ضمن "مبادرة كرامة". وهي مبادرة بحثية في جامعة بيرزيت، تهدف إلى تعزيز إنتاج المعرفة حول الكرامة الإنسانية وما يسهم في صونها، مستخدمة نهج فلسفة الممارسة، وتعالج ما يرتبط بالأحداث والقضايا التي تحدث حولنا من خلال عدسة مفهوم الكرامة.
 

 

فريق العمل على البوابة

مضر قسيس (باحث رئيسي)
ريتا جقمان (باحثة رئيسية)
ماهر الحشوة (باحث رئيسي ومستشار تربوي)

هيا عطاطرة (باحثة)
أحمد عطالله (باحث)
جويس قشوع (منسقة)

أسيل حسين (مساعدة بحث)
ميس نصرة (مساعدة بحث)
ياسمين جعبة (مساعدة بحث)

رشاد توام (محرر ومخرج النسخة الورقية)
محمد طميزة (مبرمج)

عارف حجاوي (مستشار لغوي)
عبد الرحمن أبو شمالة (مدقق لغوي)
فارس جقمان (الترجمة إلى الإنجليزية)

صلاح الدين طميزة (مصمم جرافيكي)
أحمد مفيد (مصمم شعار البوابة)
فؤاد عباد (مصمم النسخة الورقية)

سندس عابد (عمل طلابي)

وشارك عدد من الزملاء والدوائر في جامعة بيرزيت من الأساتذة والباحثين والطلبة في تقديم الملاحظات والمشورة والمساندة لأعضاء الفريق. كما ساهم باحثون من خارج جامعة بيرزيت مشكورون بمراجعة النسخة الاستكشافية من البوابة ووضع الملاحظات عليها.